الصلاة الوسطى

… فعندئذ تتفضل عند العبد فيتفضل عند المعبود، سبحانه، وتعالى!

من أسلوب القرآن الكريم في التنبيه على فضل الشيء أن يعطفه خاصا على جنسه عاما، كما في قول الحق -سبحانه، وتعالى!-: “فيها فاكهة ونخل ورمان”.
نعم، ومنه “حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى”.
ولكن في تَخميس الصلوات ما يجعل كلا منها وُسطى بين اثنتين من قبلها واثنتين من بعدها!
فليس منه إذن؟
بل منه، ولكنه بعيد الغور!
كيف؟
من حيث تختلف وُسطويّة الصلاة باختلاف أحوال المسلمين.
فلكل منهم إذن صلاته الوسطى؟
نعم؛ إذ كيف تجعل صلاة الفجر عند من ينام بُعيدها مثلها عند من ينام قُبيلها! ولم يكن أثقل على المسلم القديم من صلاة العشاء ولا أسهل من صلاة الفجر!
نعم، وليس أسهل على المسلم الحديث من صلاة العشاء ولا أصعب من صلاة الفجر!
فمن ثم ينبغي مع كون الصلاة المفضلة وسطى حتما بين اثنتين من قبلها واثنتين من بعدها، أن تكون يقظة بين غفلتين: تعبين، أو راحتين، أو تعب وراحة، أو راحة وتعب؛ فعندئذ تتفضل عند العبد فيتفضل عند المعبود، سبحانه، وتعالى!

Related posts

Leave a Comment